كيف تختار شريكة حياتك

لا يختلف العقلاء على المقياس الذي أرشد اليه الرسول صلى الله عليه وسلم
" تنكح المرأة لأربع: لدينها ولمالها ولحسبها ولجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك"

"إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

وقد لانختلف على أنه اذا وضع المقدم /ة على الزواج هذه الإعتبارات نصب عينيه وسعى لتحقيقها
فسيكون هناك مودة ورحمة وحياة مستقرة بإذن الله

ولكن في وقتنا الحاضر يغفل الكثير عن أمر مهم جدا إضافة إلى ما سبق وهو التوافق والإنسجام بين الطرفين .

وأخص وقتنا الحاضر لأنه سابقا لم يكن لدى الناس متسع من الوقت حتى يشعروا بالحاجة إلى لغة للتواصل بين الطرفين ، ولم يكن هناك الإنفتاح الذي نراه الآن .

فلوفكرنا قليلا لماذا يقدم الرجل على الزواج للمرة الثانية و ..و... طبعا المنصفين منهم ؟ ولماذا يبحث الرجل وحتى المرأة عن طرف آخر وربما بطريقة غير مشروعة ؟!
وعلى الأقل لماذا لايشعر أحد الأطراف أو كلاهما بالإكتفاء ؟

الجواب :
لأن الرجل يركز على مواصفات سطحية كالجمال مثلا ومدى تفننها في الطبخ وأناقتها و و و,، ويعتقد أن الباقي يأتي بالعشرة ويعتقد أنه يستطيع أن يغير رغباتها واهتماماتها لاحقا!!

والمرأة كذلك تسعد غاية السعادة به إن كان يملك منزلا فارها أو مركزا مرموقا أووسامة لا مثيل لها
وكثيرا ما يرددن النساء أنك تستطيعين أن تمتلكيه بعد الزواج .وهذا خطأ فادح فهي لن تستطيع إمتلاك قلبه لأنها جميلة فقط أو أنيقة .

لذلك لا يكفي ان يكون الطرف الآخر صاحب خلق ودين فقط صحيح أن هذان الركنان يقيمان الحياة الزوجيه ويحافظان على هذا الميثاق وينتجان
أسرة سوية بإذن الله . فهذا الأمر لا خلاف فيه
ولكن مع ذلك كله قد يكون هناك انفصال ( عاطفي ، فكري ، ....الخ ) بينهما

فقد يكون كلا الطرفين قائم بمهامه الزوجية خير قيام .
لكنهما غير منسجمان .
كلاهما لا يجد لدى الآخرإشباع لرغبته .

ولذلك نستغرب لماذا فلان تزوج على زوجته مع أنها جميله وذات خلق ودين ووووو ....الخ

ولماذا فلانه غير قانعة بزوجها مع أنه وسيم وثري.!

وسيبحث كلاهما عن طريقة ليجذب بها الأخر.

ولكنه لن يستطيع اذا لم يجد المفتاح المناسب .

ومفتاح كل إنسان هو رغبته وميوله وحاجته

اذا هناك حلقة مفقودة ولغة تواصل معدومة .

فأنت في العمل أو الدراسة مثلا لاتنسجم وتتفق مع جميع الزملاء بل تنسجم مع من توافق رغباته رغباتك وتتفقان في الميول .

والحياة الزوجية أثمن وأقدس من غيرها .وأحق بأن نتريث ونفكر ونخطط قبل الدخول فيها

بالمثال يتضح المقال

محمد وفاطمة سيتزوجان قريبا

محمد عند تأثيثه للمنزل بدأ بمكتبته التي تحوي آلاف الكتب ، فالكتاب يعني الشيء الكثير لمحمد
وفاطمة لم تكمل قرأت كتاب قط

مع أنها تحمل مؤهلا تعليميا عاليا !

ربما ستكون حياتهما مستقرة ولكن فاطمة حتما لن تستطيع أن تجاري محمد وتنسجم معه عندما يتحدث عن افتتاح مكتبة ما أو عندما يرغب في زيارة معرض للكتاب ، وستتضجر وتتملل من ذلك الحديث وربما تعتبر الكتاب عدوها اللدود !

بينما محمد لا يحلو له الحديث الا عن الكتاب .

هنا سيبحث محمد عمن يشاركه ميوله ورغبته ويشبع حاجته إن لم تشبعها فاطمة.

اذا لابد أن يكون هناك تقارب في الميول والرغبات والإهتمامات بين الطرفين ولو بالقدر اليسير .

ولو حرص الطرفان على ذلك منذ البداية لما نادى المنادون الآن بإقامة دورات تثقيفية للزوجان .

لذلك يجب أن يحرص الطرفان على ذلك
كما ينبغي سؤال أهل التقوى والصلاح والمنصفين واستشارتهم في أمر الزواج كما فعلت فاطمة بنت قيس رضي الله عنها حيث قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبا الجهم ومعاوية خطباني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما معاوية فصعلوك لامال له، وأما أبو الجهم فلا يضع العصا على عاتقه"، فرسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى أحوال كلا الرجلين بين أن الأول، فقير، والثاني "ضراب للنساء" كما جاء في رواية لمسلم.
وترك لها الحرية في الإختيار أو الرفض أو القبول
اذا يجب التفكير مليا فيمن تريد خطبتها ثم اسأل قلبك وعقلك بعد ذلك : هل أحببتها هل توافقتما في الرغبات أو يمكن أن تحبها أو تتوافقا فيما بعد ؟ واحذر (أو احذري) أن تخادع نفسك . فأنت المتضرر الأول

أما من تزوج واختار وانتهى فإن لم تتوافقا وتنسجما فعليكما بلغة الحوار
افتحا لبعضكما المجال للتعرف على رغباتكما وحاولا اشباعها أو على الأقل تقليص تلك الفجوة واستمع لتلك القصة :

قال الزوج لصاحبه: من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي...

فقال صاحبه متعجباً : وكيف ذلك...

قال الزوج: من أول ليلة دخلت على امرأتي، قمت إليها فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية .. كما أنت، ثم قالت: الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله .. إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأتركه، ثم قالت: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك.

قال الزوج لصاحبه: فأحوجتني والله إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله وأصلي على النبي وآله وأسلم.

وبعد: فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك.. أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا.. ومارأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها. فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟! قال: ما أحب أن يملني أصهاري .. ] يعني لا يريدها تكثر من الزيارة[ ..
فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له؟ ومن تكره فأكره؟ .. قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء...

قال الزوج لصاحبه: فبت معها بأنعم ليلة، وعشت معها حولاً لا أرى إلا ما أحب.. فلما كان رأس الحول.. جئت من عملي .. وإذا بأم الزوجة في بيتي .. فقالت (أم الزوجة) لي: كيف رأيت زوجتك.

قلت: خير زوجة .. قالت: يا أبا أمية .. والله ماحاز الرجال في بيوتهم شراً من المرأة المدللة .. فأدب ما شئت أن تؤدب، وهذب ما شئت أن تهذب .. قال الزوج : فمكثت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها في شيء إلا مرة وكنت لها ظالماً"..

ما أجملها من لغة وما ألذه من حوار وما أسعدها من حياة .